عالجت محكمة الجنح بعزازڤة بتيزي وزو قضية المحتال الذي أوقفته مؤخرا عناصر الدرك الوطني بفريحة، بعدما قام بالاحتيال على الكثير من الشباب، وأوهمهم أنه شخصية مهمة ونافذة، ووعدهم بالتوسط للحصول على التأشيرة نحو فرنسا، كما نصب على الضحايا بأن أكد له أن أحد النوادي الرياضية المتواجد بالوادي كلفه بجلب عناصر جديدة من فريحة للمشاركة في دورة رياضية بفرنسا خلال شهر جانفي المقبل.
وأكد أن النادي يبحث عن 13 رياضيا هاويا، وكان يطمئنهم بالتكفل بإجراءات الحصول على الفيزا كونه شخصية مهمة، شريطة تسليمه ملف إداري كامل يتكون من جواز السفر، شهادة الميلاد الأصلية، أما شهادة العمل يستخرجها بنفسه.
العروض المغرية التي كان مقابلها 35 مليون سنتيم، وهو ما حدث فعلا، حيث أوقع في شباكه البعض من الضحايا والذين ينتظرون "التأشيرة الوهمية" بفارغ الصبر.
إحدى الضحايا تفطن للأمر، واتصل بالدرك الوطني بفريحة، والذين أوقفوه في كمين محكم، وفي حالة تلبس، وهو يقود سيارة من نوع "مرسيدس" وبحوزته مبلغ مالي هام.
المتهم "م، عبد الحليم" مقاول متزوج وأب لطفلتين، ينحدر من ضواحي ولاية الوادي، أنكر أثناء استجوابه التهمة المنسوبة إليه، والمتمثلة في النصب، مؤكدا أن ما فعله يدخل في إطار "العمل الخيري والإنساني" لمساعدة الشباب والتوسط لهم لدى معارفه لحصولهم على التأشيرة والسفر للعمل والاستقرار بفرنسا، ولم ينف استلامه للأموال والوثائق من الضحايا.
ومن جهته الضحية "ق،ف" وهو كهربائي صرح للقاضي أنه علم بقدوم المتهم بعدما ذاع صيته بفريحة وأسرع للتعرف عليه والحصول على الفيزا، مؤكدا أنه سلم له جواز سفره وشهادة الميلاد ومبلغ مالي يقدر بـ35 مليون سنتيم، وانتظر بفارغ الصبر أن يتصل به ليسلمه "الفيزا" لكن رجال الدرك الوطني هم الذين اتصلوا به بعد إيقاف المحتال.
وكيل الجمهورية خلال مرافعته، أكد الجريمة المقترفة انجرت عليها أضرار خطيرة على المجتمع، خاصة وأن المتهم ارتكبها باحترافية لإيهام الضحايا، ما أدى إلى المساس بمصداقية الإدارة، ونظرا لثبوت التهمة التمس من هيئة المحكمة تسليط عقوبة 5 سنوات سجنا نافذا في حقه وغرامة مالية تقدر بـ 100 ألف دج.
جريدة الشروق 25/12/2012