logo

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في المحاكم والمجالس القضائية ، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





20-04-2022 01:37 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 15-04-2022
رقم العضوية : 29918
المشاركات : 12
الجنس :
قوة السمعة : 10

بحث هجومات الشمال القسنطيني 20 اوت 1955 الإطار الزماني والمكاني لهجومات 20 أوت 1955 م

الدوافع الظرفية لهجومات 20 أوت 1955 م
الإعداد والتحضير لهجومات 20 أوت 1955 م
أسباب الهجوم علي الشمال القسنطيني
سير الهجومات علي الشمال القسنطيني
الخسائر الناتجة جراء الهجوم علي الشمال القسنطيني
ردود الأفعال علي هجوم الشمال القسنطيني
نتائج الهجومات علي الشمال القسنطيني :

مقدمة :
تعتبر هجومات 20 أوت 1955 على الشمال القسنطيني منعطفا تاريخيا هاما في مسيرة ثورتنا التحريرية، إذ تميزت الأحداث بشمولية العمل المسلح واستمراريته، حيث قررت القيادة الثورية بمؤازرة الجماهير الشعبية في قلب المدن والقرى أن تشن هجوما أدخل الرعب في صفوف العدو المدجج بأحدث الأسلحة، فألحق خسائر فادحة بمنشآت الاقتصادية والعسكرية، وبذلك صدقت مقولة أحد رموز ثورة التحرير وقادتها الأوائل محمد العربي بن مهيدي :" ألقوا بالثورة إلى الشارع فسيحتضنها الشعب".
إن أحداث الشمال القسنطيني منعطفا هاما في مسار ثورة نوفمبر ,1954 بما ترتب عنها من نتائج من الناحية العسكرية والسياسية، سواء داخليا، بقطع الطريق أمام المتشككين والمترددين، وكذا ادعاءات فرنسا أن ما وقع، بعد نوفمبر،هو عمل متمردين وقُطاع طرق ولصوص، فجاءت هذه الأحداث لقطع دابر هذا الادعاء من ناحية،والبرهنة للعالم، أن ما يجري في الجزائر من أحداث، إنما هو ثورة شعبية عارمة، يجب أن تصنف ضمن حركات التحرر، وبذلك، تم فعلا، كسر الحصار الذي حاولت فرنسا فرضه على الجزائر دوليا·

أولا : الإطار الزماني والمكاني :
الشمال القسنطيني ، من 20 إلى 27 أوت 1955 بالمنطقة الثانية .

ثانيا : الدوافع الظرفية لهجومات 20 أوت 1955 م :
ارتباط هذه الأحداث، إستراتيجيا، بالاحتياجات الداخلية أولا، الثورة عرفت هدوءا نسبيا في بعض المناطق، بعد الشهور الأولى لنقص الإمكانيات،واستغلال فرنسا هذا الهدوء في الضغط على الأوراس وإجهاض الثورة .عندما حل صيف عام 1955، كانت الثورة الجزائرية قد خطت بثبات المرحلة الأولى في مسيرتها ضد الاحتلال الفرنسي. فعلى الصعيد الداخلي عملت جبهة التحرير الوطني على توعية الجماهير وتنظيمها ضمن هيئات مختلفة مثل تأسيس فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا في ديسمبر 1954، وإنشاء الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في جويلية 1955.
وبعد مضي عشرة أشهر على اندلاعها، فقد بدا واضحا تزايد اتساع رقعة المشاركة الجماهيرية على الرغم من استشهاد العديد من مفجري الثورة كالشهيد ديدوش مراد، قائد المنطقة الثانية، أو اعتقال بعضهم من أمثال مصطفى بن بولعيد ورابح بيطاط وغيرهم.أما على الصعيد الخارجي، فإن القضية الجزائرية سجلت حضورها رسميا ولأول مرة في المحافل الدولية في مؤتمر باندونغ في أبريل 1955.
وكان ذلك أول انتصار لديبلوماسية الثورة الجزائرية الفتية ضد فرنسا العظمى.
إن الثورة التحريرية الجزائرية شهدت مطلع سنة 1955م العديد من الأحداث التي كانت منعطفا حاسما في غاية الأهمية والخطورة على مسارها، واستنادا للعديد من الكتابات التاريخية فقد تميزت ظروف تلك المرحلة بجملة من التطورات كان أهمها: -قيام حكومة منديس فرانس بتعيين جاك سوستال حاكما جديدا على الجزائر وكلفته بمهمة استعادة السلم والقضاء على الثورة في مهدها.
- حصول وزير الداخلية فرانسوا ميتران على تعزيزات حربية ضخمة سهلت على الجيش الفرنسي القيام بعمليات تمشيطية مست بدرجة اولى منطقة “الأوراس النمامشة” والحدود الشرقية المتاخمة لتونس.
- استشهاد كل من ديدوش مراد في 18 جانفي 1955م واعتقال كل مصطفى بن بولعيد في 11 فيفري 1955م ورابح بيطاط في 23 مارس 1955 م.
- شروع فرنسا في تطبيق سياستها الرامية للقضاء على الثورة من خلال تطبيق قانون حالة الطوارئ في 03 أفريل 1955م.
- مشاركة وفد جبهة التحرير الوطني بالخارج في مؤتمر باندونغ بإندونيسيا في18 أفريل 1955 اين عرضت القضية الجزائرية لأول مرة على مستواها الدولي.
ونتيجة لهذه الظروف والأسباب فقد اختمرت فكرة القيام بهجومات الشمال القسنطيني لدى مخططها الأول زيغود يوسف الذي بدوره نقلها إلى نوابه ملحا على ضرورة الإسراع في التحضير والإعداد لها.

ثالثا : الإعداد والتحضير لهجومات 20 أوت 1955 م :
التقى زيغوت يوسف بالرفاق في كدية داود بجبل الزمان، في 23 من شهر جويلية، وكان من بين الحاضرين عبد الله بن طوبال، عمار بن عودة، صالح بوبنيدر·· وقد قدم أثناء اللقاء ''خطة عمل''، تم فيها تحديد ضريبة الدم لإنقاذ الثورة، كما تم تحديد تاريخ 20 أوت 1955 وتوقيت منتصف النهار· اختيار يوم السبت، باعتباره يوم عطلة يسرح فيه الجنود، كان يوم السبت، أيضا، يوم ''سوق'' في مدينة سكيكدة، مما يسهل تسلل جنود جيش التحرير إلى المدينة، واختيار منتصف النهار، فترة قيلولة وفترة انشغال الجنود الفرنسيين والشرطة والدرك بالخروج للغداء، وكذا كثرة الحركة، مما يعطي للانتفاضة دويا، فضلا عن ذلك، تم تحديد كل المدن والمواقع التي تكون مواقع هجوم·إذ تقرر أن يدوم الهجوم ثلاثة أيام بدلا من سبعة، إذا كان الهجوم على المستوى الوطني، كما كان ينوي زيغوت يوسف، لهذا، تقرر أن يكون الهجوم في اليوم الأول (20 أوت) على الأهداف المحددة في المدن المعنية على أن يكون اليوم الثاني والثالث لنصب الكمائن في الطرقات، لضرب قوات العدو، لأن مخططي هذه الإنتفاضة توقعوا أن يجلب العدو قوات كبيرة، ليحمي المدن ويدعم بها مراكزه العسكرية، وكانت هذه الكمائن أفيد، كثيرا، بما بثته من رعب في صفوف قوات العدو، التي لم تكن تتوقع تلك الضربات ، اختار المجاهدون حوالي 39 هدفا في قطاع الشمال القسنطيني، من سكيكدة والقل شمالا، حتى عزابة والمليلة وقالمة جنوبا،مرورا بقسنطينة والخروب وعين عبيد·· وقد استهدفت، في هذه المدينة، المنشآت العسكرية والاقتصادية والموانىء والسكك الحديدية، وطرق ووسائل الاتصال، وكذا مراكز الشرطة والدرك الوطني وضِيَع المعمرين·تم الاستعانة ببعض المواطنين، من ذوي الخبرة في صنع القنابل اليدوية والقنابل الحارقة، رغم القيود التي فرضها الفرنسيون حتى على بيع البنزين، كما تمت دراسة مراكز العدو بدقة مواقع الثكنات، عدد القوات، والعتاد الحربي وقد تمت عملية تحضير المجاهدين والمسبلين بعيدا عن أعين لاستعمار، وتم تشكيل أفواج الهجوم وتوزيع الأسلحة رغم بساطتها وإطلاعهم على الأهداف المحددة بدقة وسرية متناهية، ولم تطلع الأفواج المعنية بالهجوم على الأهداف إلى غاية يوم 19 أوت 1955.

رابعا : أسباب الهجوم علي الشمال القسنطيني :
- إعطاء الثورة دفعا قويا و توسيع نطاق الثورة و التأكيد على شعبيتها و التأكيد على استمرارية وشمولية الثورة.
- التضامن مع المغرب في ذكرى نفي ملكه محمد الخامس.
- فك الحصار عن المنطقة الأولى الأوراس.
- مواجهة مشروع سوستيل الهادف إلى عزل الثورة عن الشعب.
- لفت انتباه العالم لما يجري في الجزائر تحطيم ادعاءات السلطات الاستعمارية بأن ما كان يحدث هو مجرد أعمال تخريبية يرتكبها متمردون خارجون عن القانون وقطاع طرق.
- رفع معنويات جنود جيش التحرير بتحطيم أسطورة الجيش الفرنسي الذي لا يقهر.

خامسا : سير الهجومات علي الشمال القسنطيني :
بدأت الهجمات في منتصف نهار 20 أوت بقيادة البطل زيغود يوسف، وشملت أكثر من 26 مدينة وقرية بالشمال القسنطيني الخروب سكيكدة القل قالمة. استهدفت العمليات المسلحة كافة المنشآت و المراكز الحيوية الاستعمارية، و مراكز الشرطة والدرك في المدن؛ ومزارع المعمرين في القرى و الأرياف. وقد تمكن المجاهدون من احتلال عدة مدن وقرى في هذا اليوم المشهود مما سمح للجماهير الشعبية بالتعبير عن رفضها للاستعمار ومساندتها لجبهة وجيش التحرير الوطني .

سادسا : الخسائر الناتجة جراء الهجوم علي الشمال القسنطيني :
‌أ- خسائر الثوار: في سكيكدة 37 شهيد، الخروب 25 شهيد، القل 72 شهيد و11 جريح ، السمندو 26 شهيد.
‌ب- خسائر المستعمر : في العلية 26 قتيل ، الميلية 42 قتيل ، المطار 1 قتيل العدد الاجمالي 226 قتيل.

سابعا : ردود الأفعال علي هجوم الشمال القسنطيني :
السلطات الاستعمارية: ردّت بوحشية لا نظير لها على الهجومات الجريئة لجيش التحرير الوطني ، إذ شنت حملة توقيف وقمع واسعة استهدفت الآلاف من المدنيين الجزائريين وأحرقت المشاتي وقصفت القرى جوا وبرا. وقامت الإدارة الفرنسية بتسليح الأوربيين، فشكلوا ميليشيات فاشية وعمدوا على الانتقام من المدنيين الجزائريين العزل وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة كبيرة في ملعب فيليب فيل بسكيكدة أين حشرت الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ وأعدمت العديد منهم استعمال فرنسا الأسلحة الأمريكية المخصصة للدفاع عن غرب أوربا والممنوحة لمنطقة حلف شمال الاطلسي وقد ذهب ضحية الحملة الانتقامية للسلطات الاستعمارية، العسكرية والمدنية والمليشيات الفاشية ، ما يقارب الـ 12000 جزائري.
مصر : قام جمال عبد الناصر بالاحتجاج لدى سفير الو م أ بالقاهرة هو استعمال فرنسا لأسلحة حلف الشمال الأطلسي .
العراق : بذلت جهود معتبرة في سبيل عقد اجتماع الجامعة العربية وتحركت عدة هيئات مثل الهلال الأحمر .
السعودية : جرت مقابلة بين العاهل السعودي وسفير فرنسا اعرب فيها عن قلقه اتجاه ما يحدث في الجزائر.

ثامنا : نتائج الهجومات علي الشمال القسنطيني :
- شجعت المجاهدين على شن عمليات أخرى في المناطق الأخرى كما أقنعت المترددين بالالتحاق بالثورة.
- أدخلت الثورة إلى المدن وتحدت الاستعمار نهارا .
- توسيع رقعة الثورة و انضمام الشعب لها.
- إدراج الملف الجزائري في الأمم المتحدة 30-08-1955.
- جلبت الدعم الدولي للقضية الجزائرية في مؤتمر باندونغ 1955.
- كبدت الاستعمار خسائر فادحة في الأرواح والأموال.
- الكشف عن سياسة فرنسا الرامية إلى إبادة الشعب الجزائري.
- برهنة للعالم أن ما يجري في الجزائر ثورة وراءها شعب.
- إفشال مخطط سوستيل للقضاء على الثورة.
- إدراك المعمرين للقوة الثورة التي مست مصالحهم.
- حول دعاة الإدماج من الفكر الإدماجي إلى الفكر الوطني.
- انهيار معنويات الجيش الفرنسي ، وانتشار العصيان المدني داخله.
- قيام الاستعمار بأعمال انتقامية الاعتقالات، الإعدامات 12000 شهيد.

خاتمة :
لقد كانت ثورة أول نوفمبر 1954م بمثابة المفاجأة التامة لدى السلطات الاستعمارية الفرنسية، جعلتها تتخذ العديد من الاجراءات القمعية للقضاء عليها في مهدها، ونتيجة لذلك سعت قيادة الثورة لمجابهتها على مختلف أصعدتها خاصة العسكرية منها، فكانت هجومات 20 أوت 1955م دليلا واضحا على ذلك وتأكيدا على صلابة وقوة جبهة وجيش التحرير الوطني ومحطة حاسمة لبداية نهاية أسطورة الجزائر الفرنسية.

المراجع المعتمدة :
1- بكار محمد أ ب ت ث ج (16-05-2021)، " استراتیجیة الثورة الجزائریة بعد ھجوم الشمال القسنطیني حسب التقاریر الفرنسیة أوت - دیسمبر 1955"، الأحياء، العدد 29، المجلد 21، صفحة 800-809. بتصرف.
2- بوشو وليد أ ب (2021/11)، " دور هجومات 03 أوت 2011 في ترسيخ الثورة وإفشال المساعي الفرنسية لوأده"، مجلة الدراسات التاريخية العسكرية، العدد 3، صفحة 129. بتصرّف.
3- أ ب " The Algerian War of Independence", britannica, Retrieved 2022-4-10. Edited.
4- مصلحة البحوث والتوثيق مصلحة البحوث والتوثيق ، هجومات 20 أوت 1955- الشمال القسنطيني .

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
هجومات ، الشمال ، القسنطيني ،









الساعة الآن 09:56 AM