الدفع بالمقاصة في الجزائر
تعريف المقاصة :
يقال قصصت أَثره، أي تتبعته.
المقاصة تأْتي بمعنى القطع على وجه التسوية و التناصف.
حيث تكون بإسقاط ما للإنسانِ من دين على غريمه في مثل ما عليه، فهي إسقاط بعوض.
تعتبر طريق من طرق إنقضاء الإلتزام حين يصبح المدين دائناً لدائنه فينقضي الدينين في نفس الوقت. بمقدار الأقل منهما ويظل المدين ملزماً بالوفاء بالجزء المتبقي من الدين بالطريق العادي.
المادة 297 قانون مدني :
{ للمدين حق
المقاصة بين ما هو مستحق عليه لدائنه وما هو مستحق له تجاهه ولو اختلف سبب الدينين إذا كان موضوع كل منهما نقودا أو مثليات متحدة النوع والجودة وكان آل منها ثابتا وخاليا من النزاع ومستحق الاداء صالحا للمطالبة به قضاء.
ولا يمنع المقاصة تأخر ميعاد الوفاء لمهلة منحها القاضي أو تبرع بها الدائن}.
المادة 341 ق إ م إ :
{ لا تقبل الطلبات الجديدة في الاستئناف . ما عدا
الدفع بالمقاصة وطلبات استبعاد الادعاءات المقابلة أو الفصل في المسائل الناتجة عن تدخل الغير أو حدوث أو اكتشاف واقعة }.
مثال توضيحي :
نفترض مثلا أن الطرف الأول زيد مدين للطرف الثاني عمر بملغ عشرة آلاف 10.000 دينار جزائري.
و في نفس الوقت الطرف الأول زيد دائن للطرف الثاني عمر بمبلغ 8000 دينار جزائري.
فإن الطرف الثاني عمر يصبح دائن للطرف الأول عمر بـ 2000 دينار جزائري فقط.
ملاحضة : نقصد بالمدين هو الشخص أو الكيان. الذي عليه سداد دين إلى صاحب الدين .
وعليــــه :
تعتبر المقاصة سببا من أسباب انقضاء الالتزام فهي تفترض أن المدين قد صار دائنا لدائنه، حيث تجمع في كل من طرفي الالتزام صفة الدائن و المدين في نفس الوقت فينقضي الدينان بقدر الأقل منهما. فبدلا من أن يوفي كل منهما بدينه للأخر، يتقاض الدينان فينقضي الدينان بقدر الأقل منهما.
فيكون المدين بالدين الأقل قد وفي دينه ببعض حقه ويكون المدين بالدين الأكبر قد وفي ببعض دينه بحقه ويتعين عليه الوفاء بالقدر الزائد وفاء عاديا.
إن للمقاصة وضيفة مزدوجة، فهي أداة وفاء وضمان تؤدي إلي الوفاء بدين كل من الدائن و المدين.
فينقضي الدينان بقدر الأقل منهما، ويؤدي ذلك إلي التيسير علي كل من الطرفين. حيث يتم تفادي عملية الوفاء المزدوجة الفعالية بما تنطوي عليه من جهد و نفقات ومخاطر.