logo

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في المحاكم والمجالس القضائية ، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





29-03-2013 12:55 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 26-03-2013
رقم العضوية : 148
المشاركات : 94
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 50
المستوي : ليسانس
الوظــيفة : طالب

الإقتصاد السياسي للرأسمالية المعلوماتية فهم أعمق للرأسمالية المعولماتية
علي غير توقع مني اهتم عديد من القراء بمقالتـي السابقة عن ناعومي كلاين ونقد المجتمع الاستهلاكي‏.‏ قلت في نفسي ربما يرد ذلك الي شخصية ناعومي المثيرة للجدل‏,‏ باعتبارها ليست فقط صحفية لامعة تكتب تقاريرها الصحفية الساخنة من مواقع الأحداث الملتهبة في العراق وأفغانستان‏,‏ ولكنها أيضا من أبرز الناشطات في الحركة المضادة للعولمة‏,‏ خصوصا أن كتابها‏N0Logo‏ الذي أشرنا إلي محتواه بإيجاز يعتبر المانيفستو الثوري لتجاوز الرأسمالية المتوحشة الراهنة‏,‏ وخلق عولمة أكثر انسانية‏.‏ غير أنني بعد تأمل أرجعت اهتمام القراء الي أنني أشرت ـ وإن كان بشكل موجز ـ الي بعض المؤشرات التي يمكن أن تساعد علي فهم أعمق للرأسمالية المعولماتية‏.‏

والواقع أن نقطة البداية في هذا الفهم هي الانطلاق من رسم خريطة معرفية للمجتمع العالمي‏.‏ وقد اهتممت بهذا الموضوع منذ عقود لأنني أدركت مبكرا أن سقوط النظام الدولي القديم‏,‏ والذي كان مؤشرا عليه انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء عصر الحرب الباردة والتحول من النظام الثنائي القطبية الي النظام الأحادي القطبية‏,‏ قد صحبه انهيار مماثل في النماذج القديمة في السياسة والاقتصاد والثقافة‏.‏ ودخلنا في مرحلة أزمة النموذج‏,‏ بمعني مرحلة انتقالية بين نموذج قديم قد هوي‏,‏ ونموذج جديد لم يبزغ بعد‏.‏

وقد لاحظت من قراءاتي أن مفهوم رسم الخرائط‏Mapping‏ أصبح من المفاهيم الذائعة في العلم الاجتماعي المعاصر‏,‏ فهناك خرائط معرفية وخرائط مفاهيمية وخرائط إدراكية وأيا ما كان الأمر فإنه من واقع الخريطة المعرفية التي رسمتها للمجتمع العالمي المعاصر‏(‏ وستظهر أبحاثها في كتاب قريبا بعنوان الخريطة المعرفية للمجتمع العالمي‏)‏ فإن أبرز ملامحها هو الانتقال من المجتمع الصناعي الي مجتمع المعلومات الأولي‏.‏ في المجتمع الأول كان المفهوم المحوري هو السوق‏,‏ حيث يتم تبادل السلع المصنعة‏,‏ وفي المجتمع المعلوماتي فإن المفهوم المحوري هو الفضاء المعلوماتي‏CyberSpace.‏

هذا التحول الكيفي العميق في بنية المجتمع العالمي‏,‏ له أبعاد سياسية واقتصادية وثقافية‏.‏ ولكن أهم هذه الأبعاد قاطبة هو تغيره من طبيعة الرأسمالية التقليدية التي كانت تركز علي إنتاج السلع من خلال عمليات تصنيع ثقيلة وخفيفة‏,‏ الي الرأسمالية المعلوماتية التي تركز الآن علي إنتاج العلامات والصور‏,‏ مستفيدة من الثورة الاتصالية الكبري‏,‏ وعلي رأسها شبكة الإنترنت‏.‏

والسؤال هنا‏:‏ ما علاقة ما سبق بموضوعنا الأصلي ؟
تتمثل العلاقة في قانون جديد تطبقه الرأسمالية المعلوماتية والذي يمكن تلخيصه في عبارة واحدة هي من إنتاج السلع إلي خلق الصور وترويج العلامات التجارية‏.‏

وهذا القانون يعني أن الرأسمالية التقليدية التي كانت تركز علي تصنيع السلع وإنتاجها‏,‏ تحولت ابتداء من الثمانينيات لتصبح مهمتها الرئيسية خلق صور المنتجات‏,‏ وابتداع الماركات التجارية الجذابة‏,‏ التي تغري الملايين بشراء منتجاتها‏.‏

ولكن ماذا عن التصنيع وعن المصانع ؟ لقد تخفقت الشركات الكبري من هذه المصانع المثقلة بالمشكلات‏,‏ وأهمها دفع رواتب وأجور عالية للمهندسين والعمال والمديرين‏,‏ ونقل عملية إنتاجها بالكامل إلي بلاد العالم الثالث‏,‏ حيث العمالة الرخيصة‏,‏ علي أساس أن تباع المنتجات باسم العلامة الشهيرة مثل نايك أو أديداس مع عدم احترام مواصفات الجودة التقليدية‏,‏ بل مع تعمد أن يكون عمر المنتج قصيرا‏,‏ حتي يضطر الشخص الي شراء منتج جديد من نفس الماركة علي فترات زمنية قصيرة‏,‏ وهكذا تتضخم أرباح الشركات دولية النشاط‏,‏ بعد أن تخلصت من أثقال التصنيع التقليدي‏.‏

وهكذا تفرغت هذه الشركات العملاقة لا للتصنيع ولكن للتسويق وترويج علاماتها التجارية الشهيرة عبر البحار‏,‏ وهكذا تظهر هذه الشركات وكأنها لا تبيع السلع ولكنها تبيع صور علاماتها التجارية‏.‏

وقد كان من رواد هذه الشركات الجديدة شركات نايك وميكروسوفت وانتل‏ وتقوم هذه الشركات علي أساس مبدأ رئيسي هو تشغيل أقل عدد من العمال مع إنتاج أقوي الصور والعلامات‏!‏

والذي يساعد هذه الشركات الرأسمالية الجديدة علي التخلص من عبء العمالة الكثيفة‏,‏ التطورات التكنولوجية الكبري التي جعلت عملية الإنتاج تتم بشكل آلي‏,‏ وبعدد محدود من العمال‏,‏ ولذلك تقوم اليابان حاليا بدور الرائد في مجال إنتاج‏(‏ الروبوت‏)‏ الإنسان الآلي الذي سيحل محل عشرات العمال في مصانع المستقبل‏.‏

ومن ناحية أخري تساعد هذه الشركات في عملية خلق صور الثورة الاتصالية وفي قلبها شبكة الإنترنت‏.‏

وقد أتيح لي أن أتابع مؤخرا الأبحاث الأخيرة في علم النفس المعرفي‏,‏ حيث حدث تقدم أساسي في البحوث التي جرت علي مخ الإنسان وتحديد الخريطة المعرفية له‏,‏ لمعرفة كيف يمكن النفاذ الي مناطق الإحساس والإدراك‏,‏ بما يتفق مع أهداف واستراتيجيات الرأسمالية المعلوماتية في تصخيم أرباجها‏.‏

وقد قرأت في تقريرعلمي أخير أنه أصبحت هناك إمكانية عملية لإرسال الرسالة الإعلانية من خلال مشاهدة التليفزيون أو علي شبكة الإنترنت لكي تنفذ مباشرة الي منطقة خاصة في المخ‏,‏ وتعمل الرسالة علي تشكيل لا وعي الإنسان لتحثه علي شراء سلع من ماركات معينة‏,‏ ويتم ذلك عن طريق الإلحاح في بث هذه الرسائل الإعلانية‏.‏ وهكذا يمكن القول أن ناعومي كلاين هذه الصحفية النابهة والناشطة الفعالة في الحركة المضادة للعولمة‏,‏ قد استطاعت بنجاح باهر أن تفتح لنا آفاق فهم الرأسمالية المعلوماتية التي حلت محل الرأسمالية التقليدية‏,‏ وذلك من خلال كتابها لا للعلامات التجارية‏NoLogo,‏ وأهم منه كتابها الأخير مذهب الصدمة‏:‏ صعود رأسمالية الكوارث‏.‏


بقلم السيد يسين

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
الرأسمالية ، المعلوماتية ،









الساعة الآن 01:03 PM