مذكرة أحكام العدة بين الشريعة و القانون الجزائري
أسباب وجوب العدة
وفاة الزوج
الطلاق والفسخ
أشكال العدة وتحولاتها
أنواع العدة ومقاديرها
أنواع المعتدات
الإطار الزمني للعدة
تحول العدة من نوع إلى آخر
تحول العدة من ثلاث أشهر إلى الأقراء وعكسه
تحول العدة من الأشهر أو الأقراء إلى وضع الحمل، و من عدة
الطلاق إلى عدة الوفاة
الآثار المترتبة على العدة
حقوق المعتدة
حقوق المعتدة بطلاق
حقوق المعتدة من طلاق رجعي
حقوق المعتدة من طلاق بائن
حقوق المعتدة بعدة الوفاة
السكن وثبوت نسب الولد
الحق في الميراث
اجبات المعتدة
عدم جواز إبرام عقد الزواج
خطبة المعتدة
الزواج بالمعتدة
وجوب البقاء في بيت الزوجية والحداد
البقاء في بيت الزوجية
الحزن والحداد
إعداد عنقر محمد الصغير
لتحميل الملف بصيغة DOC
إضغط هنــــا
خلاصة
من خلال دراستنا لموضوع العدة كأول أثر من آثار فك الرابطة الزوجية، نجد أن مشرعنا قد اعتمد على أحكام الشريعة الإسلامية، وآراء الفقهاه على اختلافهم في بعض المفاهيم والآثار المترتبة عن العدة، وقد بين في
المواد 58، 59، 60 من قانون الأسرة عدة كل من المطلقة سواء كانت ممن تحيض أو لا تحيض أو اليائسة منه إضافة إلى عدة الحامل و المتوفى عنها زوجها، أما المفقود زوجها فكما رأينا من تحليل أحكام المادة 60 فإن المشرع جاء بحكم خالف به الآراء الفقهية، أين جعل تاريخ صدور الحكم بالفقدان هو تاريخ بداية حساب عدتها.
أما المادة 61 فقد تضمنت الآثار التي تترتب عن اعتداد الزوجة، فأعطى الحق في نفقة العدة لكل مطلقة، وساير أحكام الشرع عندما أوجب عليها المكوث في بيت زجها وعدم مبارحته أثناء هذه الفترة ومنع إجبارها على الخروج منه.
أما الشيء الذي يطرح إشكالا في أحكام العدة، هو عدم تطرق المشرع الجزائري صراحة إلى الطلاق الرجعي آثاره واقتصر بالنص على الطلاق البائن فقط لأن الطلاق لا يثبت إلا بحكم حسب نص المادة 49 من قانون الأسرة، لكنه أعطى للزوج امكانية مراجعة زوجته أثناء فترة الصلح إذا عرض النزاع على القضاء، وقد يطول هذا النزاع فيستغرق مدة أطول من مدة العدة،ثم يطلب الزوج الرجوع أو يحدث الصلح ويراجع الزوج زوجته دون عقد جديد رغم انتهاء فترة العدة طبقا لنص المادة 50 من قانون الأسرة وبالتالي يكون الحكم الذي يصدر بالرجوع أو الصلح مخالفا لأحكام الشريعة الإسلامية، كون المرأة في هذه الحالة أصبحت أجنبية عن زوجها لإنتهاء أجل عدتها ولا يمكن للزوج مراجعتها إلا بعقد جديد.
وهنا يجد قضاة قسم شؤون الأسرة أنفسهم في حيرة كونهم حكموا بالرجوع لوقوع الصلح في حين أن هذا الصلح وقع بعد انتهاء مدة العدة التي هي من النظام العام.
أمام هذا الإشكال فإننا نقترح تعديل نصوص مواد الطلاق وإدراج الطلاق الرجعي ضمنها، لما له من آثار لا يمكن تجاهلها والحد من المشاكل التي يلاقيها المتقاضين بالدرجة الأولى والقضاة في أحكامهم بالدرجة الثانية.
وفي الأخير نرى أن المشرع الجزائري حسنا ما فعل عندما أحال القضاء إلى أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بمسائل الأسرة عامة والعدة خاصة، دون التقيد بمذهب معين حتى يترك للقاضي حرية في إعطاء الرأي الذي يراه مناسبا ويطبقه على النزاع المعروض أمامه وذلك ما ينمي روح الاجتهاد لدى القضاة.