logo

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في المحاكم والمجالس القضائية ، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





19-09-2016 12:03 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 30-03-2013
رقم العضوية : 157
المشاركات : 455
الجنس :
الدعوات : 12
قوة السمعة : 310
المستوي : آخر
الوظــيفة : كاتب

مفاهيم و قضایا یتناولها
علم الاجتماع السیاسي

مقدمة
من الملاحظ أن العلماء والمفكرین المتخصصین، قد اتفقوا أحیانا، واختلفوا أحیانا أخرى، في التعریف بهذه القضایا وتحدیدها بشكل علمي من ناحیة، ومن ناحیة أخرى بمدى تأثیرها على النسق الاجتماعي العام، وفيما يلي سيتم طرح بعض القضایا والمفاهیم المهمة التي یتناولها علم الاجتماع السیاسي .

1) مفهوم القوة :
مفهوم القوة من المفاهیم الأساسیة في علم الاجتماع السیاسي، بل هو المفهوم الذي تدور حوله أغلب الدراسات والتحلیلات التي تهتم بالتفاعل بین النظم والأنساق الاجتماعیة، ورغم ذلك ، فإن الاختلاف حول تحدید هذا المفهوم واضح وجلي من خلال مساهمات العدید من العلماء.
انواع القوة : القوة الاجتماعیة، أو القوة السیاسیة، أو القوة الاقتصادیة، أو القوة الدینیة، وما إلیها .
تعريف القوة: تعرفها المعاجم بأنها (كل قدرة یمكنها أن تحدث أثراً)،والقوة الاجتماعیة هي: (كل دافع فعال یؤدي إلى العمل الاجتماعي، وهي إرادة الفرد في ترجمة خیاراته ومطالبه إلى واقع عملي في الحیاة الاجتماعیة الحقیقیة التي یعیش فیها ویتعامل معها)،كما أنها تعني نجاح الفرد في تحقیق إرادته حتى لو تناقضت وتضاربت مع إرادة الآخرین في المجتمع ، كما أن القوة تؤثر في قدرة الناس على جعل العالم یستجیب لمصالحهم وطموحاتهم، وتسمح القوة لبعض الناس من فرض إرادتهم على الآخرین.

ویستعمل مفهوم القوة على مستویات ثلاث :
- المستو ى الفردي والعلاقة بین الأشخاص .
- مستوى الجماعة الاجتماعیة والعلاقات بینها .
- مستوى الدولة والنظام الدولي، فالقوة ر كیزة رئیسیة في دراسة العلاقات الدولیة.

إن مفهوم القوة يعد میدانا خصبا للبحث في إطار علم الاجتماع السیاسي، واستخدمة الكثير من العلماء وطرحو فيه نظريات باعتباره مفهوما رئیسیا یرتبط بالعدید من المفاهیم والأفكار الأخرى التي تندرج تحت مجال علم الاجتماع السیاسي، وذلك مثل : السلطة ، والنفوذ ، والعنف .

ويرى (بوتومور) أن علم الاجتماع السیاسي: هو العلم الذي یعنى بدارسة القوة في اطارها الاجتماعي. ویعتبر(ماكس فیبر) القوة : نوعا من ممارسة القهر أو الإجبار بواسطة أحد الأفراد على الآخرین .
أما القوة السیاسیة: فهي مصطلح یشیر إلى السلطة السیاسیة، أي القوة القانونیة للدولة، بمعنى القوة المشرعة، وهي تتضمن اعتقاد الأفراد بأن من واجبهم طاعة الدولة، التي من حقها أن تمارس القوة والنفوذ علیهم.
هذا ما یؤكده الاتجاه الذي كان سائدا خلال القرن (16م) عند (ميكافللي)على وجه الخصوص، حيث یؤكد أن السیاسة هي القوة . ویمیل أصحاب هذا الاتجاه إلى النظر إلى علم السیاسة على أنه مفرغ من أي محتوى أخلاقي، فالسیاسة عندهم تعني السیطرة، وظاهرة القوة على كل حال تتخلل كافة الأنشطة الاجتماعیة.

2)مفهوم السلطة :
يعتبر مفهوم السلطة في إطار الدراسات والأبحاث الاجتماعية متداخل في استخداماته، فبعض الأحیان يطلق ويقصد به مفاهیم أخرى كـ (الدولة، الحكومة، القوة، النفوذ، والسیطرة... الخ ). فالدولة: كیان سیاسي یمارس السلطة عن طریق استخدام القوة المشرعة، والسلطة لا تتوقف على استخدام القوة فقط، بل وعلى شرعیتها أیضا.
إن السلطة تعني في طبیعتها وجود علاقة أمریة بین آمر ومأمور، إلا أن ذلك لا یعني بالضرورة أن تفرض إرادة طرف على طرف آخرعند ذلك تكون العلاقة علاقة قوة یسودها الإجبار والإكراه.

إن موضوع السلطة قدیم قدم المجتمعات البشریة، حیث لا یمكن أن نتصور أي تجمع إنساني دون أن تكون به سلطة بأي طریقة من الطرق ، فمنذ المجتمع الیوناني القدیم نجد إشارات واضحة في فكر (أرسطو) عندما أشار إلى إن شرعیة الدولة تقوم على السلطة، وشرعیة السلطة هي قیامها لمصلحة المسود، كسلطة الوالد على الأسرة غایتها مصلحتهم.

و تجدر الإشارة إلى أن مفهوم السلطة يختلف من مجتمع لآخر، ومن تقالید سیاسیة لأخرى، وهو مفهوم مركب من عناصر مادیة ومعنویة.

تعريف السلطة :
يعرفها (والتر بكلي)أنها:التوجیه أو الرقابة على سلوك الآخرین لتحقیق غایات جمعیة ، معتمدة على نوع ما من أنواع الاتفاق والتفاهم. وهكذا تتضمن السلطة الامتثال الطوعي الذي هو حالة سیكولوجیة تعبر عن تنسیق أو تطابق في التوجه نحو الهدف لدى كل من الطرفین: الممارس لها والممتثل لها.

ويعرف البعض السلطة بأنها: (قوة في خدمة فكرة) أي إنها قوة یولدها الوعي الاجتماعي، وتتجه تلك القوة نحو قیادة الجموع للبحث عن الصالح العام المشترك.

وترتبط السلطة كشكل من اشكال القوة بمركز اجتماعي، یقبله أعضاء المجتمع بوصفه شرعیا، ومن ثم یخضعون لتوجیهاته وأوامره وقراراته ، ومن يسيئ استخدامها يوصف بأنه استبدادي، أي أنه لا یستمد سلطته من إرادة الشعب، بل یفرضها على الناس بالقوة.

1- مقومات السلطة :
للسلطة ثلاث مقومات أساسیة لا بد منها لاكتمال بنائها :
1.طرفي السلطة : باعتبار أن العلاقة في إطار السلطة هي علاقة أمریة، أي لابد من وجود آمر و مأمور، ولا یمكن أن نتخیل أن تقوم السلطة بطرف واحد.

2.وجود الإطار المؤسسي للعلاقة السلطویة : فالعلاقة السلطویة بین الآمر والمأمور، تخضع في طبیعتها لمبدأ الأمر والطاعة، ولا یمكن أن نتصور بناء للسلطة بدون مؤسسات وأنظمة قانونیة وتشریعیة تنظم العلاقة بین الحاكم والمحكوم.

3.الشرعیة : حيث أنها من المقومات الأساسیة لبناء السلطة باعتبارها علاقة مقبولة من قبل أفراد المجتمع مع مالكي السلطة. والشرعیة تشكل الضمان الأساسي لوجود السلطة، وبالتالي فإن السلطة التي لا تقدر أن تخلق المبررات الاجتماعیة لوجودها، وأن تخلق شرعیتها، فإن مصیرها الانهیار.

2- السلطة السياسية :
تختلف نظرة الكتاب المتخصصین للسلطة السیاسیة، وذلك نتیجة للظروف الموضوعیة والذاتیة لكل منهم، ونتیجة لتأثرهم بالسلطة التي یعیشون تحت ظلها إیجابا أو سلبا،ً حیث یرى فریق منهم أنها تنظیم سيء یقوم على استغلال الأفراد واضطهادهم ، في الوقت الذي یمكن الاستغناء عن هذا التنظیم لعدم ضرورة وجوده، وإقامة مجتمعات لا مكان فیها للسلطة السیاسیة، في حین یرى فریق آخر أن السلطة السیاسیة لازمة وضروریة، للحفاظ على الجماعة الاجتماعیة، ولتنظیم المجتمع وضمان توافقه وتجانسه، لذلك فإنا للسلطة سمة ملازمة للمجتمعات البشریة منذ القدم والى عصرنا الحاضر، مهما اختلف شكل ممارستها بين العصور والمجتمعات.

نماذج السلطة السیاسیة :
حدد (ماكس فیبر) ثلاثة نماذج أساسیة للسلطة :
1.السلطة التقلیدیة :
وهي التي لا تستند على عوامل القوة أو القهر، بل تكتسب شرعيتها من البعد القیمي والقدسي في المجتمعي.

2.السلطة القانونية (العقلانیة) :
وتتمثل في البیروقراطیة، وهو یؤكد لنا أننا في إطار هذا النموذج نواجه بنسق من القواعد التي تطبق قانونیا وارادیا وفقا لمجموعة من المبادئ المؤكدة والثابتة بین كل أعضاء الجماعة.

3.السلطة الكاریزمیة :
وهي قابلیة الشخص على القیادة والإلهام بفضل قوة شخصیته وعبقریته وعقیدته، إضافة إلى قدرات وخصائص غیر عادیة كالانبياء والرسل علیهم الصلاة والسلام، والأبطال الذین ضحوا من أجل مبادئهم ومن أجل شعوبهم. غير أن كثيرا من البشر يفتقدونها. لقد اعتقد ( فیبر) أن معظم التغییرات الكبرى في تاریخ المجتمع الإنساني كانت نتیجة لأفراد ذوي إمكانیات كاریزمیة.

3- المشاركة السیاسیة :
يعتبر مفهوم المشاركة السیاسیة مفهوما يكتنفه بعض الغموض، من حیث ماهیته واستخداماته، بالرغم من أنه من القضایا المحوریة التي یتناولها علم الاجتماع السیاسي بالدراسة والتحلیل.

لقد برز هذا المفهوم لأول مرة اثناء الثورة الفر نسیة (1789م) وما نتج عنها من إعادة ترتیب وصیاغة البناء الاجتماعي بمختلف نظمه الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة، بحيث أصبح أصحاب السلطة السیاسیة یحاولون إدماج طبقة الشعب في بعض أوجه النشاط السیاسي ضمن الحیاة السیاسیة للمجتمع، لذلك أرتبط مفهوم المشاركة السیاسیة باكتساب قطاع من الجماهیر لبعض الحقوق السیاسیة، ویعني ذلك تحدیدا المشاركة بعملیات الانتخابات فقط . ويتفق الكثیر من علماء ودارسي علم الاجتماع و علم السیاسة على أن المشاركة السیاسیة هي : العصب الحیوي للممارسة الدیمقراطیة وقوامها الأساس، والتعبیرالعملي الصریح لسیادة قیم الحریة والمساواة في المجتمع ، كما أنها تعد فوق هذا وذاك ، مؤشرا قويا الدلالة على مدى تطور أو تخلف المجتمع السیاسي.

تعريف المشاركة السياسية :
تعريف (هربرت ماكلوسي) أنها: تلك الأنشطة الإرادیة التي یزاولها أعضاء المجتمع بهدف اختیار حكامهم وممثلیهم، والمساهمة في صنع السیاسات والقرارات بشكل مباشر أو غیر مباشر. أي أنها تعني اشتراك الفرد في مختلف مستویات النظام السیاسي.

تعريف(هنتنجتون وویلسون) أنها :
تعني ذلك النشاط الذي یقوم به المواطن من أجل التأثیر على عملیة صنع القرار السیاسي الحكومي. معنى ذلك أن المشاركة تستهدف تغییر مخرجات النظم السیاسیة بالصورة التي تلائم مطالب الأفراد الذین یقدمون على المشاركة السیاسیة .

مواقف أفراد المجتمع إزاء المشاركة السياسية: يراها (میلبراث) ثلاثة مواقف :
أ.اللامبالون: وهم أولئك الذین لا یشاركون، أو الذین انسحبوا من العملیة السیاسیة.
ب.المتفرجون: وهم الأشخاص قلیلو التفاعل مع العملیات السیاسیة.
ت.المنازلون: وهم الایجابیون أو المقاتلون في السیاسة.
ویرى(ميلبراث)أن الشریحة الثانیة هم أغلبیة المواطنین، أما الشریحة الثالثة فهم الأقل.

س: لماذا یشارك الناس سیاسیا ؟
تدور دوافع من يشاركون سياسيا في تحقيق قدرا من الإشباعات الاجتماعية، وتحقيق القوة والثروة والرفاهیة واشباع العاطفة وتحقيق الاستقامة والاحترام. واشباع بعض الحاجات والدوافع الشعوریة واللاشعوریة كالحاجات الاقتصادیة والمادیة والصداقة والعاطفة، والتخفیف من حدة التوترات النفسیة الداخلیة، والحاجة إلى فهم العالم، واشٕباع الحاجة لممارسة القوة على الآخرین،والدفاع عن تقدیر الذات والعمل على تحسینها.

س: لماذا یصبح بعض الناس غیر مبالین بالمشاركة السياسية؟
بسبب أن تلك الدیموقراطیة (أحيانا) لا توجد إلا في أفكار منظریها، أما من حیث الواقع فقد تم تزییف الحقائق والحقوق، بحیث أصبحت مسألة المشاركة السیاسیة لغرض استكمال الصورة الدیمقراطیة التي رسموها فقط. أما المواطن فإن دوره ینتهي في تلك المشاركة عند صندوق الاقتراع ، ویكون ذلك أیضا فقط بنعم أو لا .

لهذا فإن عزوف بعض المواطنين او اغلبيتهم عن المشاركة السياسية هو النتیجة المحتومة، بعد أن عرفوا حقیقة ما یجري، فاصبحوا غیر مبالین لما یدور حولهم من مسائل سیاسیة، بل وظهر (بسبب هذا الوضع المزيف) ما یسمى السلوك السیاسي العنیف، لبعض المعارضين السیاسیين، والذي يتدرج من المعارضة الكلامیة وانتقاد النظام السیاسي القائم، إلى استخدام القوة ضد الأفراد والممتلكات العامة، والاضرابات والمظاهرات والاعتصامات، وهو ما یسمى بالعصیان المدني، إلى التخریب وعملیات الاغتیال السیاسي .

معنى المشاركة السیاسیة من وجهة نظر علم الاجتماع :
هي العملیة التي یمكن من خلالها أن یقوم الفرد بدور في الحیاة السیاسیة، بقصد تحقیق أهداف التنمیة اجتماعیا واقتصادیا ... الخ . وآلية ذلك :
أن تتاح الفرصة لكل مواطن بأن یسهم في وضع الأهداف وتحقیقها، والتعرف على أفضل الوسائل والأسالیب لذلك.
أن یكون اشتراك المواطن في تلك الجهود على أساس الدافع الذاتي والعمل الطوعي، الذي یترجم شعوره بالمسؤولیة الاجتماعیة تجاه الأهدافهم والمشكلات المشتركة للمجتمع .

في القرن (19- 20م) بدأ كتاب الفكر السیاسي یشككون في حقیقة النظریة الدیمقراطیة التقلیدیة، وفي إمكانیة تطبیقها في ظروف العصر الحدیث، ویرون حاجة هذه النظریة إلى مراجعة جذریة لتتماشى مع ظروف الحیاة في المجتمعات الحدیثة التي أوجدتها الثورة الصناعیة، وقد ساعد على هذا التوجه نمو علم الاجتماع السياسي .

4- الدیمقراطیة :
لمفهوم (الدیمقراطیة) جاذبیة خاصة، جعلته یحظى بقدر كبیر من الاهتمام الذي لم تحظى به المفاهیم الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة الأخرى، فكان الشغل الشاغل للفكر السیاسي الإنساني منذ القدم وحتى العصر الحدیث، كما تناوله العدید من العلماء والمفكرین بالبحث والدراسة، محاولين استقصاء معانیه ومدلولاته العلمیة، وبذلك تواجد كم هائل من التراث الفكري وآراء وأفكار متنوعة، ناتجة إما عن تجارب مجتمعات إنسانیة في مجال الحكم وممارسة السلطة، وإما عن جهود فكریة علمیة لمفكرین وعلماء تصدوا لهذا الموضوع المهم وحاولوا سبر أغواره.
إلا أنه رغم تلك الجهود فلا يوجد اتفاق حول المفهوم الحقیقي لمصطلح الدیمقراطیة، وكذلك حول الممارسة الفعلیة لهذا المبدأ السیاسي كفعل اجتماعي یؤدي وظیفة في إطار النظام السیاسي.

معنى الدیمقراطیة :
تشیر الكتابات إلى أن مصطلح (الدیمقراطیة) إغریقي الأصل، وهو مكون من مقطعين (Demos) ومعناها الشعب، و(Krats) ومعناها السلطة . وبذلك تكون الدیمقراطیة تعني حكم الشعب أوسلطة الشعب، ویؤكد هذا على أن فكرة الدیمقراطیة هي فكرة قدیمة، عرفها الفلاسفة منذ القدم.

فقد أشار إفلاطون إلى أن مصدر السیادة هو الارادة المتحدة للمدینة، وقد ظهر النظام الدیمقراطي في المدن الإغریقیة القدیمة، خاصة مدینة (أثینا)، وقد لاحظ أرسطو في هذه المدینة، أن أعضاء (الجمعیة العامة للشعب) التي كانت بیدها السلطة الفعلیة، یلتقون حول واحد منهم، وكان فقط یحق للرجال الأحرار حضور جلسات الجمعیة العامة.(هذا قصور منهجي في تطبیق فكرة الدیمقراطیة في الوقت الحاضر).

إلا أن الجهد الإغریقي في هذا المجال یعد رائدا للفكر الدیمقراطي، رغم أن البعض یعده نظاما أرستقراطیا في حقیقته لإسناده السلطة لطبقة الأحرار فقط.

وتشیر المعاجم إلى أن الدیمقراطیة نظام اجتماعي یؤكد على قیمة الفرد وكرامة الشخصیة الإنسانیة، ویقوم على أساس مشاركة أعضاء الجماعة في إدارة شئونها. الدیمقراطیة السیاسیة :هي أن یحكم الناس أنفسهم على أساس من الحریة والمساواة. لا تمییز بین الأفراد بسبب الأصل أوالجنس أوالدین أواللغة.

هذا ولم تتضح معالم (المبدأ الدیمقراطي) كما یشیر الفقه الدستوري إلا بعد أن اتخذ بعض الكتّاب منه سلاحا ضد المَلَكِیّة المطلقة وتقییدها، وهدم النظریات الدينية التي كان یتذرع بها الملوك آنذاك في تشیید سلطانهم.
ولم تكن فكرة الدیمقراطیة مبدأ وضعیا للحكم إلا بفضل الثورة الفرنسیة التي هیأت لها المناخ المناسب للتطبیق بعد أن كانت مبدأ نظريا بحتا في عقول المفكرین وفي مؤلفاتهم، لذا فقد حرص رجال الثورة الفرنسیة على النص في إعلان الحقوق الصادر عام 1789م على أن (الأمة هي مصدر السلطات، بحیث لا يجوز لفرد أو لهیئة ممارسة السلطة إلا على اعتبار أنها صادرة من (الأمة)، وأن القانون هو التعبیر عن الإرادة العامة للأمة) إن جمهور الفقه متفق على أن الأخذ بالدیمقراطیة لیس غایة في حد ذاتها، بل وسیلة لتحقیق غایة وهي الحریة والمساواة السیاسیة.

أنواع الحكم الديموقراطي السائد في أغلبیة الدول الحدیثة :
1- نظام الدیمقراطیة المباشرة: اذا مارس الشعب السلطة بنفسه.
2- الدیمقراطیة غير المباسرة:عندما یختار الشعب لممارسة السلطة نوابا عنه یمارسونها باسمه.
3- ديموقراطية شبه مباشرة: وهي خليط من النظامین السابقین، بحيث تكون هیئة نیابیة منتخبة من الشعب تتولي السلطة باسمه، مع الرجوع إلیه في بعض الأمور الهامة.

وبذلك فإن نظام الحكم الدیمقراطي یتخذ صورا تختلف باختلاف كیفیة اشتراك الشعب في السلطة. وأن وصف أو تصنیف نوع الحكم، من حیث أنه دیمقراطي أو أولیجاركي أوتسلطي أواستبدادي .... الخ، یتوقف على حجم ودرجة مشاركة المواطنین فیه.

ويذكر البعض أن الديوقراطية لا يكفي أن تكون في المواد الأولى من دستور أي بلد، بل يجب أن تكون ممارسة فعلیة. كم أنه من مساوئ النظام الديموقراطي النيابي أن بعض نواب الشعب بعد فوزهم في الانتخابات سرعان ما ینفصلوا عن قاعدتهم الشعبیة، لیمثلوا مصالحهم الخاصة التي لا تتعارض مع مصلحة النظام السیاسي القائم.

5- الثورة والعنف :
تشیر موسوعة علم الاجتماع، إلى أن الثورة : تعني التغیرات الجذریة في البنى المؤسسیة للمجتمع، تلك التغیرات التي تعمل على تبدیل المجتمع ظاهریا وجوهریا من نمط سائد إلى نمط جدید یتوافق مع مبادئ وقیم وأیدیولوجیة وأهداف الثورة.

تاريخ الثورات : لقد عُرِفت الثورة منذ القدم، وأشار إلیها العلماء والمفكرون والفلاسفة.
أنواع الثورات :
1- قد تكون الثورة (عنیفة دمویة، أوسلمیة).
2- قد تكون الثورة ( فجائیة سریعة، أو بطیئة تدریجیة).
3- قد تنسب الثورة إلى المجال الذي تقوم فيه (كالثورة الاجتماعیة، والثقافیة، والصناعیة، والسیاسیة، والعلمیة، والتكنولوجیة).
4- قد تنسب الثورة إلى الشریحة التي تقوم بها(كثورة العسكر،أو العمال، أوالطلاب).

لقد اهتم (أرسطو) بموضوع الثورات ویرى بأن أسبابها بصفة عامة، یعود إلى الشعور بعدم الرضاء والرغبة في المساواة الكلیة أوالجزئیة.
ويرى " رادكلیف براون " أن الثورة عملیة تغییر جذري یهدف إلى إعادة التكامل والتوازن الاجتماعي، من خلال استخدام القوة لتغيير الوضع السياسي، وفي حالة الفشل توصف تلك الحركة بالتمرد او العصيان المسلح.

أنواع الثورة :
يمكن تحديد نوعین رئیسیین للثورة هما:
1.الثورة السياسية : وتعني التغییر المفاجئ الذي یطرأ على المؤسسات والبنى السیاسیة، كتغییر نظام الحكم، وقد تتعداه إلى تبدیل النسق السیاسي الذي كان سائدا في المجتمع، وايديولوجيته وفلسفته.

2.الثورة الاجتماعية : حيث تتصارع فیها مكونات المجتمع(طبقات،أحزاب،مؤسسات، شرائح) لتغییر الوضع القائم، وإرساء العدل والمساواة داخل وطن يضم الجمیع.

یرى البعض من المختصين أن الثورة ظاهرة اجتماعیة ذات هدف سیاسي، وظاهرة أیدیولوجیة سیاسیة ذات هدف اجتماعي یتمثل بتغییر المجتمع. واذٕا لم تحقق الثورة أهدافها فإنها تتحول إلى عنف سیاسي لیس من وراءه فائدة مرجوة.

ويوجد شبة اجماع بين الباحثین في علم الاجتماع السیاسي على أن العنف شيء سيء، فهو استخدام القوة بقصد تدمیري، وهو یتضمن الحرب والقتل في حالاته المتطرفة.

6- البیروقراطیة :
هي نوع من التنظیم یقوم على السلطة الرسمیة وعلى تقسیم العمل الإداري وظیفیا بین مستویات مختلفة تأخذ عادة الشكل الهرمي، حیث تصدر الأوامر الرسمیة من الأعلى إلى الأسفل.

كما تستخدم (البيروقراطية) لتوضیح وتحدید الأعمال والواجبات والأنظمة التي یقوم بها الموظفون، ویشرف علیها ویضعها الموظفون والإداريون (ذوي الیاقات البیضاء) بشكل یضاعف من سلطاتهم ومهابتهم في كل تنظیم إداري.
ویستخدم أحیانا مصطلح بیروقراطي لیعني عدم القابلیة وسوء ممارسة الأعمال التي یؤدیها الموظفون، وقد تناولها (جون ستیوارت میل) على أنها إحدى مسببات شلل الحیاة السیاسیة.

س/ لماذا تم اللجوء للديمقراطية ؟
بسبب تعقدت العلاقات الاقتصادیة والسیاسیة في أوروبا منتصف القرن (19م) وتقدمت العملیات الصناعیة، وأصبح من الضرورة أن یكون هناك نوع من أنواع التنظیم العقلي والمنطقي لشغل الوظائف حسب الكفاءة والخبرة والقدرة، ولیس عن طریق الوراثة أو الوساطة. وهذا ما أكده ( موسكا، وروبرت ميتشل، وماكس فيبر).

ويعد (ماكس فيبر) من أشهر من اهتم بموضوع البیروقراطیة ويرى أنها ظاهرة معقدة، تشیر إلى النظام الذي يستند إلى أسلوب لتقسیم العمل یتضمن التخصص، ومؤهلات فنیة، یتحدد دور كل مشارك ویدرك أن الوظیفة التي یتصرف من خلالها بحكم السلطة الممنوحة لها ولیس لتأثیره الشخصي، ویقدم فیبر نموذجا مثالیا یعده النموذج البیروقراطي المثالي أو النقي وأسسه التالية :
1.أن تكون الحقوق والواجبات مصاغة على شكل لوائح وقواعد محددة.
2.يتم تعیین الأفراد وترقیتهم على أساس مواهبهم ومؤهلاتهم وخبراتهم، ولیس على أساس المكانات الموروثة، أو المحاباة الشخصیة.
3.ضمان احتفاظ الفرد بعمله، إلا إذا ثبت عدم ملاءمته فنیا له.
4.تنظیما للمكانات في وظائف تتدرج هرمیا، يشرف الاعلى على الادنى.
5.تقسیما للعمل بمقتضاه یكون كل موظف في التنظیم مسئولا عن نوع محدد من العمل.
6.السلطة والحقوق والواجبات للوظیفة ولیس لشاغلها، وهو ممثل للتنظیم الرسمي .
7.رواتب محددة ومعروفة مقدما وفقا لدرجة الوظیفة في التنظیم الهرمي .
8.یستغرق الموظف كل وقته وجهده في وظيفته، ولا ینشغل بعمل آخر یأخذ من وقته.
9.سجلات محفوظة لكل عمل أو نشاط یقوم به التنظیم.
10.الجمیع داخل التنظیم على قدم المساواة، فلا تحیز ولا محاباة أو اعتبارات غیر رسمیة.

بعض المظاهر الإيجابية والسلبیة للنظام البیروقراطي :
أولا :
من أهم المظاهر الإيجابية للبیروقراطیة: التقسیم الدقیق للعمل وفقا لتخطیط مدروس یقوم على التخصص، حیث تكون الكفاءة والمقدرة والخبرة هي الأساس، لا الوساطة والمحاباة، كما أن الحصانة التي توفرها البیروقراطیة للأفراد طالما یلتزمون بالقواعد ویثبتون جدارتهم بالعمل، وضمان تدرجهم وارتقائهم فیه، تجعلهم یتحمسون ویبدعون.

ثانیا :
أما المظاهر السلبیة للبیروقراطیة: فتتمثل في وجود فجوة لا یمكن تجاهلها بین البیروقراطیة المثالیة والتطبیق الفعلي لها، ویرجع ذلك بصفة خاصة إلى عدم فاعلیة قنوات الاتصال والاعتماد على التقاریر، والتعقید في صیاغة اللوائح، بحیث لا یستطیع المواطن العادي فهم تلك اللوائح المتعلقة بمصالحه وبحقوقه وواجباته .

7- الصراع :
یعد الصراع ظاهرة اجتماعیة قدیمة قِدم في التاریخ الإنساني، ویرى البعض أنها سمة ملازمة للمجتمعات البشریة.
إن الصراع هو أحد أنماط التفاعل الاجتماعي الذي ینشأ عن تعارض المصالح، وهو موقف تنافسي (وآلية الصراع) یدرك فیه كل من المتنافسین أنه لا سبیل للتوفیق بین مصالحهم، فتنقلب المنافسة إلى صراع یعمل فیه كل طرف على تحطیم مصالح غریمه وربما ممتلكاته وثقافته.

إن الإهتمام بظاهرة الصراع في المجتمعات، لأن له دور في عملية التغير والتطور الاجتماعي، لذلك اختلف العلماء في تفسیرهم له، فذهب بعضهم إلى أن وجود الصراع داخل الجماعة إنما یعبر عن حالة مرضیة یجب السیطرة والقضاء علیها، في حین یرى البعض بأن الصراع یمثل حالة إیجابیة لابد من وجودها في المجتمعات البشریة من أجل التنمیة والتقدم والتطور.

ويظهر الصراع كافة حالات التناقض والتضاد بین مجموعتین أو أكثر(كالنزاع والتنافس والتنافر والتناحر والاختلاف والتمایز) في الآراء والمواقف.

إن فكرة الصراع تتمحور حول رغبة الأفراد والجماعات في إشباع حاجاتهم المتعددة، ووجود موانع الإشباع، ينشأ عنه الرغبة في إزالة تلك القیود، للوصول إلى الأهداف، وبذلك یتم الصراع على مستویین، كما ذهب إلى ذلك (أرسطو ):
1.مستوى الأفراد : وسببه كفاح الأفراد من أجل إشباع حاجاتهم الأساسیة.
2.مستوى الجماعات والطبقات : وسببه عدم المساواة في الحقوق السیاسیة والثروة... الخ، وذلك ما ینطبق برأیه على حركة التاریخ الإنساني.

لقد أكد الفكر الاجتماعي خلال القرن (19م) على أهمیة الصراع الاجتماعي في تنمیة ونهوض المجتمعات، رغم دعوة علماء النظام الرأسمالي إلى استقرار وتكامل النسق الاجتماعي، الذين يرون أن الصراع معوقا وظیفیا، بل ویعد خروجا على . متطلبات النسق، وذلك ما أكده (تالكوت بارسونز) في نظريته عن الفعل الاجتماعي، إلا أنه بعد أن تم توجیه النقد إلى النظریة الوظیفیة افسح مكانا للصراع داخل النسق الاجتماعي.

أهم مصادر الصراع :
1.العوامل ذات الطابع السياسي : كالصراع حول السلطة.
2.العوامل ذات الطابع الاقتصادي: كالصراع للسیطرة رأس المال وعلى وسائل الإنتاج.
3.العوامل ذات الطابع الثقافي: كالصراع بين الأفراد والجماعات بسبب الاختلاف في الدین أو اللغة أو القیم الاجتماعیة، وكل منهم يريد فرض ثقافته.... الخ .
تم تحرير الموضوع بواسطة :أمازيغ بتاريخ:19-09-2016 12:17 مساءً

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
قضایا ، علم ، الاجتماع ، السیاسي ،









الساعة الآن 08:58 PM