logo

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في المحاكم والمجالس القضائية ، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





20-09-2016 10:48 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 30-03-2013
رقم العضوية : 157
المشاركات : 455
الجنس :
الدعوات : 12
قوة السمعة : 310
المستوي : آخر
الوظــيفة : كاتب

شرح النظام السياسي في الإسلام
تعريف النظام السياسي في الإسلام :
النظام السياسي الإسلامي هو:
نظام الحكم وكيفية اختيار الحاكم، وحقوقه وواجباته، وحقوق وواجبات المحكوم، والعلاقة بين الحاكم والمحكوم، والعلاقة بين الدول في حالتي السلم والحرب وفق الشريعة.

مصادر النظام السياسي في الإسلام:
أولاً : مصادر عامة:
وهي المصادر التي تضمنت النظام السياسي بشكل عام دون إفراد كتب متخصصة فيه:
1.المصدر الأساسي هو القرآن الكريم
ففيه آيات عدة تتحدث عن النظام السياسي، لذا فإن علماء التفسير تحدثوا عنها وشرحوها. مثل قول الله تعالى: (( وإن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك)) المائدة:49 وقوله سبحانه: (( وشاورهم بالأمر )) آل عمران: 159

2.كتب الحديث والسيرة النبوية:
السنة النبوية هي المصدر الثاني من مصادر التشريع وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته، مادة أساسية في النظام السياسي. وكذلك سيرته في حال السلم والحرب والصلح والعدل بين الناس والمساواة.

3. كتب الفقه:
الأصل أن جميع أحكام النظام السياسي تكون ضمن مباحث الفقه الإسلامي، مثلاً: الماوردي بحث مباحث الأحكام السلطانية في كتابه "الحاوي الكبير" ثم أفرده في بحث مستقل.

4. كتب العقيدة :
تحدثت عن الإمامة الكبرى، وحق الطاعة، وتحريم الخروج على ولي الأمر، وغيرها.

5. كتب التاريخ والأدب :
التاريخ مثل: البداية والنهاية لابن كثير. وكتب الأدب مثل: صبح الأعشى للقلقشندي. كل هذه الكتب تحتوي تاريخ الخلفاء ورسائلهم ورسائل العلماء.

ثانياً : مصادر خاصة:
وهي المصادر المتخصصة في النظام السياسي الإسلامي:
ومن هذه الكتب: الأحكام السلطانية والولايات الدينية، لأبي الحسن الماوردي ، والسياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية، لشيخ الإسلام ابن تيمية.

خصائص النظام السياسي في الإسلام :
من أهم هذه الخصائص:
1)الربانية:
أي أن مصدرها من الله تعالى، ومن ثمار هذه الربانية:(العصمة من التناقض. الاحترام وسهولة الانقياد. التحرر من عبودية الإنسان للإنسان).

2)ربانية الوجهة:
أي أن السياسي هدفه تحقيق العبودية لله تعالى. لأن المسلم حياته كلها لله قال تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).

3)الشمول:
أي أن هذا النظام شامل، فيشمل الحاكم والمحكوم وكل ما يتعلق بهما، وما ينظم الدولة بغيرها من الأمم الأخرى.

4)العالمية :
أي أنه صالح لكل العالم لأن مصدره من الله تعالى.

5)الوسطية :
أي أنه وسطي، فلا هو نظام ديكتاتوري مُفرِط، ولا نظام ديمقراطي مُفَرِّط.

6)الواقعية :
أي أنه واقعي وقابل للتطبيق قال تعالى: ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)
والواقعية في النظام السياسي الإسلامي تعني أمور:
1) أن أنظمته قابله للتطبيق في الوقع.
2) النظر للحاكم والمحكوم على أن كل منهما بشر له حقوق وعليه واجبات.

تعريف الخلافة :
الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا.
المقاصد الشرعية للخلافة :
1) إقامة الدين.
2) سياسة الدنيا بالدين.
حكم نصب الخليفة: واجب بإجماع الأمة. قال صلى الله عليه وسلم: (ومن مات وليس في عنقه بيعه مات ميتة جاهلية)

قواعد النظام السياسي في الإسلام :
القاعدة الأولى: الحكم لله
الحاكمية اسم مصدر من الفعل الماضي (حكم) بمعنى (قضى) ومنه (حكم بالأمر حكما) أي: قضى به. ويقال : حكم له ، وحكم عليه ، وحكم فيه .
وعلى هذا فمعنى كون ( الحاكمية لله ) أي أن : بيده القضاء في شؤون عباده، وأنه صاحب الحكم فيهم ، وله حق التشريع لهم ، وهو مصدره ، ولا يحق لهم ولا لأحد منهم أن يشرع غير شرعه تعالى ، أو يأمر أحدًا باتباع شرع غير شرع الله تعالى، ويأتمر هو بشرع غير شرع الله جل وعلا . (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)

القاعدة الثانية: العدل والمساواة
" المساواة هي أساس العدل !! ولذا كانت مبدًأ عاماً يطبق على الرعية داخل الدولة، وبين الشعوب على الصعيد الدولي ، كركن أساسي من سياسة الإسلام الخارجية، دون حيف أو محاباة أو تمييز بلون أو عنصر أو لغة أو اختلاف دين.
قال تعالى {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا }فالناس في الإسلام كلهم سواسية، والعدل والمساواة في الإسلام حق من حقوق الأفراد، لا ينازعهم فيه أحد، وواجب على الدولة حماية هذا الحق، حيث جاءت نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية وعمل الصحابة وعامة المسلمين للتوكيد على مبدأ العدل.

القاعدة الثالثة: الشورى
هي في اللغة من الفعل (شار) بمعنى (جنى) يقال : شار العسلَ ، بمعنى جناه، ومنه ( المشورة والشورى والشورة ) وهي طلب رأي الغير في أمر من الأمور.
والشورى في الاصطلاح هي: استعراض آراء أهل الاختصاص في واقعة معينة، واختيار أصلحها بحسب شرع الله تعالى وسنة نبيه.

فائدة الشورى وأهميتها:
1.الشورى هي أساس الحكم في الإسلام، وهي من أبرز خصائصه، وعليه فهي إحدى القواعد الأساسية التي تضفي على نظام الحكم مشروعيته من وجهة نظر التشريع الإسلامي .

2.كما أنها مظهر عظيم من مظاهر حرية التعبير عن الرأي في كل أمر يتعلق بالجماعة.

3.الشورى طريق من طرق تحقيق الألفة والمحبة بين أفراد الجماعة، نظرًا لما يشعره كل فرد من أهميته عندما يطلب منه المشاركة في كل ما يتعلق بأمر الجماعة.

4.إن الشورى تدرب العقول على سبر الأمور، وتفحصها وتمحيصها، ومعرفة غثها من سمينها ، عن طريق النظر في الأمور المطروحة على الناس للنظر فيها.

5.كما أنها تعلم الأفراد على العطاء، وعلى الانتماء لجماعتهم ووطنهم، كما تعلمهم تحمل المسؤولية تجاه هذه الجماعة. ...الخ

6. أن الله سبحانه وتعالى سمى سورة من سور القرآن الكريم باسمها. وقرن الشورى بركنين أساسيين من أركان الإسلام وهما : الصلاة والزكاة، فقال تعالى{ والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون}( الشورى38)

الشورى واجبة في الإسلام لما يلي:
قال تعالى (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على اللـه إن اللـه يحب المتوكلين) فقد أمر الله نبيه محمد بالشورى وهو معصوم بالوحي، لذا فالشورى أكثر وجوباً بالنسبة لغيره.
قد اختلف فقهاء السياسة الشرعية المسلمون حول إلزام الشورى لرئيس الدولة ، هل يجب عليه العمل برأي أهل الشورى أم يعمل برأيه الخاص على قولين :
1. إذا كان رئيس الدولة مجتهدًا فهو مخير إن رأى أن يأخذ برأي أهل الشورى أم برأيه.
2. اذا لم يكن الرئيس مجتهدًا فليس له إلا الالتزام بما يراه أهل الشورى.

مجالات الشوى في الإسلام :
1.الشورى العامة :
وتكون في الأمور خطيرة الشأن، والتي تتعلق بالصالح العام للدولة، وذلك مثل الاستشارة في الحرب أو عقد معاهدة مع دولة ما أو اختيار نظام الحكم في الدولة، وتعيين رئيس الدولة، أو عزله، وكذلك محاسبته الخ.

2.الشورى الخاصة :
وهي ما كان من أمور التشريع الدقيقة، التي تتطلب مختصين في كل مجال على حدة، بحسب الواقعة المعروضة.

شروط الشوى :
وضع الفقهاء المسلمون شروطاً يجب أن تتوفر في أي شخص يفترض فيه أن يكون من أهل الشورى، وهذه الشروط بمثابة ضمانات وضوابط، تجعل هذا الشخص أهلاً لأن يستشار، وتضمن أن يؤدي هذه المهمة على الوجه المطلوب، وهذه الشروط هي :
1.التكليف والبلوغ :
وهو أن يكون الشخص مسلماً : لأنه لا يصح أن يستشار في أمور المسلمين من هو ليس بمسلم. وغير البالغ لم يصل إلى درجة من الخبرة والدراية.

2. العلم :
فلا بد لمن يكون من أهل الشورى أن يكون لديه علم في الأمور التي يختص فيها حتى تكون مشورته على حق وصواب.

3. العدالة :
فالعدالة حاجز نفسي يمنع المستشار من الخطأ والزلل، وكذلك يمنعه من الغش والخيانة .

4. ألا يزكي المرشح نفسه، وألا يطلب أن يكون مستشاراً:
لأن ذلك دليل على حبه للسمعة والمنصب، وشك في إخلاصه .

القاعدة الرابعة: الطاعة لولي الأمر
الطاعة في اللغة :
الانقياد والموافقة ، وهي اسم من (الطوع) مصدر (طاع له) أي : لان وانقاد . والطاعة في الاصطلاح : هي موافقة ولي الأمر والانقياد له بقدر انصياعه لشرع الله تعالى.

إن طاعة الحاكم واجبة في الشريعة الإسلامية ، فهي من صميم عقيدة المسلم الذي يطيع الحاكم لا لذاته ، بل يطيعه لأنه يقيم شرع الله عز وجل ابتغاء الأجر والثواب منه تعالى والأدلة على ذلك قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ). ومن السنة النبوية فقد روى أصحاب الحديث في هذا الباب مجموعة كبيرة منها : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني، فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني)

وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله (والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية ، فلا سمع ولا طاعة)

حكم الطاعة لولي الأمر :
ينظر فقهاء السياسة الشرعية إلى أن تنصيب رئيس للدولة الإسلامية هو واجب شرعي، ولا قيام للدولة إلا به ، ومما يؤيد ذلك أن وظيفة رئيس الدولة هي حراسة الدين وسياسة الدنيا به .
وبناء على ما سبق من أدلة مشروعية الطاعة ، يتضح لنا أن طاعة الحاكم واجب على رعيته ، وأن أمره نافذ فيهم، يكاد هذا الوجوب يكون بمنزلة وجوب الصلاة والزكاة.

حدود الطاعة لولي الأمر :
في الشريعة الإسلامية لا طاعة مطلقة إلا لله تبارك وتعالى، ذلك لأنه هو صاحب التشريع والحكم، وصاحب الأمر والنهي، وعليه، فشرعه مطاع طاعة مطلقة.

إن طاعة الحاكم ليست مطلقة، وهذا مجمع عليه عند علماء المسلمين. وإنما هي منوطة بمدى التزامه بشرع الله تعالى عند قيامه بمهام منصبه ، فإذا لم يلتزم بشرعه فلا سمع له ولا طاعة، ذلك لأنه فقد ما يوجبها له .

look/images/icons/i1.gif النظام السياسي في الإسلام
  20-09-2016 11:09 مساءً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 22-04-2013
رقم العضوية : 303
المشاركات : 44
الجنس :
الدعوات : 1
قوة السمعة : 20
المستوي : ليسانس
الوظــيفة : طالب
مساهمة قيمة جزيل الشكر أخي

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
النظام ، السياسي ، الإسلام ،









الساعة الآن 09:34 PM