شرح جناية الخصاء في القانون الجزائري
المادة 274 قانون العقوبات { كل من ارتكب جناية الخصاء يعاقب بالسجن المؤبد.
ويعاقب الجاني بالإعدام إذا أدت إلى الوفاة }.
تعريف الخصاء :
يعرف الخصاء بانه بتر متعمد لكل عضو ضروري في عملية التناسل لا فرق في ذلك بين الذكر و الانثى.
الشــــرح :
نص القانون الجزائري في المادة 274 على الخصاء وجعله جناية خاصة، ولم يحدد القانون فيما يتمثل الخصاء، إلا أن القضاء يذهب إلى أن الخصاء يتمثل في بتر أو فقد أعضاء النسل سواء كان الفقد كاملا أو جزئيا.
وكما يقع فعل الخصاء على الرجل فانه يقع على المرأة، فبتر أو تحطيم المبيض أو المبيضين يشكل خصاء بأتم معنى الكلمة ، ولهذه الجناية عنصران هما :
أ)-فعل مادي :
يجب أن يرتكبه الفاعل على شخص الغير، فالشخص الذي يخصي نفسه لا عقاب عليه ولا يكون بصدد جريمة الخصاء ، كما أن رضا الضحية لا يبرر الجريمة وبالتالي لا يمحو عن الفعل صفته الإجرامية، ويتمثل الفعل المادي في تحطيم خصيتي الرجل وفعل البتر الكلي للإحليل حتى ولو بقيت الخصيتان صحيحتين.
ب)-العنصر القصدي :
تكفي إرادة إعدام القدرة على التناسل وهذا دون العبرة بالدافع فالجريمة توجد مادامت الأجزاء التناسلية قد حطمت بكاملها أو في جزء منها، أو تعرضت لجروح عمدية تهدف إلى تحطيمها، فالدافع أو الباعث لا يهم ما دامت الإرادة متوفرة ،فلا يهم أن يكون الباعث على الجريمة هو الانتقام أو الحسد أو تصفية الحساب.
فلا نبحث عن تبرير الخصاء (أو تحطيم المبيض بواسطة الجراحة) في الدافع أو الباعث لكن في إذن القانون المطبق على مهنة الطب ، ومثال ذلك : أن تذهب إمرأة إلى الطبيب والتي لا تريد الإنجاب لإضراره بصحتها وتطلب منه إجراء عملية جراحية عليها حتى تمتنع عن الإنجاب نهائيا.
إشارة:تسمى العملية المذكورة بربط الأنابيب وتتضمن جرحا رفيعا في أسفل البطن لقطع الأنابيب الآتية من المبيضين ثم ربطهما وبالنسبة للرجل تقطع الأنابيب من الخصيتين ثم تعقد.
العقوبة المقررة لجناية الإخصاء :
جناية الخصاء معاقب عليها بالسجن المؤبد و إذا أدى الخصاء الى وفاة الضحية يعاقب الجاني بالاعدام.
فلا يشترط في وفاة المجني عليه ان تحدث فور وقوع الخصاء فالجاني في نظر الفرنسي يبقى ملاحقا بجناية الخصاء ولو حدثت الوفاة للمجني عليه بعد مضي اربعين يوما من يوم الخصاء المادة 316 ق ع فرنسي ، هذا التوضيح لا يوجد في القانون الجزائري رغم ذلك فلا مانع على القاضي الجزائري ان يعمل به اذا ثبت لديه ان هناك رابطة السببية بين الفعل و النتيجة و لو زادت المدة على الاربعين يوما
الضروف المخففة لمرتكب جناية الإخصاء :
يستفيد مرتكب جناية الخصاء من العذر القانوني :
- إذا دفعه فورا إلى إرتكابها وقوع هتك عرض بالعنف .
- يستفيد منه أيضا الاب او المستخدم أنهما قاما بعملية الخصاء لرد هتك عرض عن إبنتهما او خادمتهما.
الخصاء لمعالجة مضاهر إجتماعية شاذة ؟ ! :
تنقل وسائل الإعلام بشكل دوري فيديوهات و صور لأطفال و فتياة و نساء ضحايا إعتداءات جنسية جبانة من قبل شلة حقيرة تسكن و تندس في المجتمع الذي نعيش فيه كما ان جمعيات حماية الطفولة تدق ناقوس الخطر للعدد المرتفع من هاذ النوع من الإجرام علي الاطفال و النساء ، وامام هاته الضاهرة الدنيئة لماذا لا نطبق في بلادنا ذلك العقاب (الناجع) الذي توصلت له بعض الدول في مثل هذه الحالات الشاذة.
فرئيس إندونيسيا وقع مرسوما يجيز اللجوء إلى عمليات (إخصاء كيماوية) لمعاقبة من يعتدون جنسيا على الأطفال.
وستنضم إندونيسيا بذلك إلى مجموعة من الدول التي تطبق هذه العقوبة؛ منها بولندا وروسيا وإستونيا وكوريا إلى جانب بعض الولايات الأميركية.
وسبق إلى ذلك رئيسة وزراء الهند الراحلة (آنديرا غاندي) عندما طبقت هذا على بعض الرجال الذين لهم أطفال كثر، وذلك لكي تحد من الزيادة السكانية، وللأسف فإن مشروعها تعثر ولم يأخذ أقصى مداه، واغتيلت آنديرا وماتت (بحسرتها).
وتحكي لنا كتب التاريخ أنه لدى بعض القبائل، خصوصا في أفريقيا، إذا انتصرت قبيلة على أخرى، فإن القبيلة المنتصرة تقدم على إخصاء رجال القبيلة المهزومة، وبعدها يستتب السلم.
كان بعض خلفاء المسلمين، يخصون عبيدهم، وهناك خليفة كان من عظمته أن كان في قصوره ألف عبد خصي يأتمنهم على خدمة (حريمه)، وينام هو آمن ومرتاح البال.
واستمر الحال على هذا المنوال أكثر من (600) سنة، إلى أن دخل الملك عبد العزيز الحجاز، عندها أوقف ذلك التقليد غير الإنساني، مع مراعاة أن يستمر الخصيان على حالهم إلى أن يتوفاهم الله وينتهوا بالتقادم، وهذا ما حصل.