logo

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في المحاكم والمجالس القضائية ، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





19-09-2016 12:37 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 13-08-2015
رقم العضوية : 1926
المشاركات : 306
الجنس :
تاريخ الميلاد : 3-4-1988
الدعوات : 4
قوة السمعة : 150
المستوي : ليسانس
الوظــيفة : طالب

شرح مجالات علم الاجتماع السیاسي
مقدمة
كما هي الصعوبة التي یواجهها الدارس في تحدید تعریف متفق علیه لعلم الاجتماع السیاسي، أو في تحديد نشأته ورواده، فإن تحدید مجال هذا العلم لا یزال یشهد تغیرات ــ مثله مثل سائر العلوم الاجتماعیة ــ فرضها تطور الحیاة الاجتماعیة، وتغیر البناءات الأساسیة للظاهرة السیاسیة تبعا لذلك التطور، إلا أن ذلك لا یعفى المتخصصین في هذا المجال من ضرورة وضع إطار نظري ومنهجي واضح، یبین الاهتمامات الرئیسیة لعلم الاجتماع السیاسي، ذلك أن أي علم من العلوم الاجتماعیة یرتكز على نقاط أساسیة بها یثبت بها علمیته ویصبح علما مستقلا ، و أهمها :
أولا : أن یكون هناك مجال واضح للعلم .
ثانیا : إتباعه لقواعد المنهج العلمي عند دراسة قضایاه ومسائله الأساسیة.
ثالثا : أن یتم تحدید أهداف العلم .

وقد إختلف العلماء المتخصصون في تحدید مفهوم موحد لعلم الاجتماع السیاسي، إلا أن هناك مفهومین یتصارعان حول الاستحواذ على مضمون هذا العلم، حیث یتجه، المفهوم الأول : إلى أن علم الإجماع السیاسي هو علم الدولة، الثاني یشیر إلى أن علم الاجتماع السیاسي هو علم دراسة القوة.

فیشیر المفهوم الأول إلى أن علم الاجتماع السیاسي إنما یدرس الدولة كنمط حدیث للمجتمع السیاسي یرتبط بحقبة تاریخیة محددة، بدأت في عصر النهضة وعصر التنویر في أوروبا بعد أنهار النظام الدیني، والذي بانهیاره سقطت نظم العبودیة ثم الإقطاع، وبدأ البحث عن شكل جدید للمجتمع خاصة خلال القرن السابع عشر ، فكان ظهور الدولة القومیة بشكلها الجدید، الذي أثار أزمات حول سلطة الدولة وشرعیة بعض الأفراد في حكم الآخرین، وظهور إشكالیة الحاكم والمحكوم وحدود صلاحیات كل منهما، وكان (بودين) أول من صاغ فكرة سیادة الدولة وسیطرتها على كافة النظم الأخرى، وذلك داخل نطاق الأمة، حتى یبرر أولویة الدولة وبخاصة في عصر الانقسام الدیني، كما كانت إسهاما أصحاب نظریة العقد الاجتماعي(هوبز، ولوك، وروسو) محاولة جادة لإیجاد حل للمشكلة الرئیسیة، المتمثلة في الحاجة إلى نوع جدید من الاتفاق بین الأفراد یكون بدیلا عن الحل الدیني الذي كان سائدا في العصور الوسطى، حیث یمكن إیجاد المعادلة الصحیحة للعلاقة بین المجتمع والدولة.

إن ربط مجال علم الاجتماع السیاسي بالدولة القومیة، إنما یعنى تحدید مجال هذا العلم بصورة تاریخیة معینة للمجتمعات السیاسیة، وذلك یخالف النظرة العلمیة التي یجب أن تعتمد على المقارنة والمقابلة والتجریب في مجال دراسة المجتمعات.

فالدولة إنما تعنى تمییز نوع واحد من التجمعات الإنسانیة ومن المجتمعات على وجه الخصوص، ورغم أن هذا المفهوم بدأ یغیب عن اهتمامات المتخصصین، إلا أن البعض لازال یتمسك به.

ویسیطر المفهوم الثاني الذي یعتبر علم الاجتماع السیاسي هو علم القوة ، على اهتمام غالبیة الدارسین والكتاب السیاسیین والاجتماعیین، فهو كما یقول (موریس دوفرجیه) یعد في نظر هؤلاء (علم الحكم والسلطة) في جمیع المجتمعات الإنسانیة ولیس قاصرا على المجتمع القومي فقط ، وبذلك فإن هذا العلم یهتم بدراسة العلاقات السائدة بین الحاكم والمحكوم، بین الأقلیة الذین بیدهم السلطة بفضل امتلاكهم زمام القوة، وبین الأغلبیة المأمورة التي یجب علیها أن تفعل ما تؤمر به، وهذا یستدعى( شرعنة القوة) أي إیجاد مبررات امتلاك القوة لممارسة السلطة، ما یؤدى إلى الصراع من أجل امتلاك القوة المادیة والمعنویة، وقد أكد (ماركس) بأن الصراع هو محور الاهتمام في دراسة السیاسة والحریة، حیث أن صراع الطبقات هو الواقعة الكبرى خلال تطور التاریخ، منذ المجتمع البدائي الشیوعي القدیم حتى الثورة البرولیتاریة، ولن یتحقق حسب رأیه التوافق والتكامل في المجتمع إلا في مجتمع المستقبل الذي تختفي فیه الطبقات كما تختفي الدولة ونظامها السیاسي في المجتمع الشیوعي .

المؤیدون للمفهوم الثاني الذي یعتبر علم الاجتماع السیاسي (علم دراسة القوة)، یمیلون إلى أن القوة في الدولة لا تختلف بطبیعتها عن ما هي علیه في المجتمعات الإنسانیة الأخرى، ولا تفترق عنها إلا من حیث كمال التنظیم الداخلي، ودرجة الخضوع والإذعان التي تحصل علیها الدولة، وذلك بإضفاء السمات التبریریة لتشریع حق الدولة في استعمال القوة، عن طریق میكانیزمات خاصة تخلقها الدولة لتنفیذ هذا الغرض، وعلى هذا فإن مفهوم علم الاجتماع السیاسي كعلم للقوة طبقا للنظریة العلمیة یعد أكثر واقعیة من المفهوم الأول وهو علم الدولة.

آراء رئیسة لتحدید مجال علم الاجتماع السیاسي :
س: لماذا نحدد مجال علم الاجتماع السیاسي؟
الإجابة تتلخص في أمرین مهمین وهما :
1- تداخل هذا العلم حینا، وتقاطعه والتقائه أحیانا مع واحد أو أكثر من العلوم الأخرى، كما یحدث مع علم السیاسة على سبیل المثال.
2- ضرورة تحدید الموضوعات والقضایا التي تدرس في داخل نطاق هذا العلم.

إذن فإنه لیس من السهل تحدید مجال علم الاجتماع السیاسي، وبالتالي فإنه لا یوجد اتفاق كامل بین الدارسین والمتخصصین والمهتمین بهذا العلم على مجال أو مجالات محددة، إلا أن المسائل الرئیسة التي یدرسها هذا العلم واضحة ومتفق علیها إلى حد كبیر .

ولتحدید مجال علم الاجتماع السیاسي فإنه یمكن إتباع إحدى الطرق الرئیسة التالیة:
1- تحدید الموضوعات الرئیسة التي تدرس أو یجب أن تدرس في نطاق هذا العلم.
2- تحدید مجال العلم بتحدید إطار عام للدراسة دون الدخول إلى الموضوعات التفصیلیة التي یحتویها ذلك الإطار .
3- التحديد عن طریق الجمع بین الطر یقتین السابقتین ، وهما تحدید الموضوعات وتحدید الإطار النظري، حیث یمیل بعض العلماء إلى تحدید مجال العلم عن طریق تحدید الإطار العام وكذلك الموضوعات داخل هذا الإطار ، كما إنهم أحیانا قد یحددو ن بعض المو اضیع التي تدرس في نطاق العلم ثم یردونها إلى إطار عام یحدد مجال العلم.

أهم العوامل التي أسهمت في تطویر وتحدیث مجالات علم الاجتماع السیاسي :
إن طبیعة مجالات ومیادین علم الاجتماع السیاسي، تنشأ عن تعدد أهدافه التي تطورت و نمت ، خاصة خلال النصف الثاني من القرن العشرین، كما جاءت عملیة هذا التنوع نتیجة مجموعة من العوامل التي أسهمت في تطویر وتحدیث هذه المجالات، ومنها :

1- تزاید عدد المتخصصین من العلماء والباحثین المهتمین بموضوعات وقضایا علم الاجتماع السیاسي.

2- الاهتمام المتزاید بالقضایا والمسائل والظواهر السیاسیة من قبل رجال السیاسة وأصحاب صنع القرار في الدول المتقدمة والنامیة.

3- تعدد مراكز البحث العلمي والجامعات والمعاهد العلیا المتخصصة، التي أعطت اهتماما ملحوظا لدراسة النظام السیاسي، وتقییم العدید من الظواهر والمشكلات السیاسیة التي تزداد بشكل مضطرد خلال السنوات الأخیرة.

4- تطور المناهج والأسالیب العلمیة المستخدمة في الدراسات والبحوث السیاسیة، سواء النظریة منها أو التطبیقیة، إضافة إلى إدخال الحاسب الآلي في جمع وتحلیل البیانات وتصنیفها، الذي طور في سرعة وكفاءة إجراء البحوث الأمبیریقیة (المیدانیة).

5- زیادة الاهتمام بالدراسات المقارنة في علم الاجتماع السیاسي، وخاصة عند دراسة الظواهر والنظم السیاسیة في عالمنا المعاصر.

أهم مجالات علم الاجتماع السياسي كما یراها بعض العلماء:
فيما يلي بعض أهم الآراء التي جاء بها العلماء المتخصصین، التي توضح وجهة نظر كل منهم نحو تحدید مجال الدراسة في علم الاجتماع السیاسي، كما توضح هذه الآراء أن مجالات علم الاجتماع السیاسي تختلف وتتطور من عصر إلى آخر حسب اختلاف وتطورالظاهرات الاجتماعیة والسیاسیة للمجتمعات المختلفة، ومن هذه الآراء بإیجاز:
أولاً: سیمور لبست ، ورینهارد بندكس:
1.دراسة السلوك الانتخابي الذي ظهر في الدولة والمجتمعات المحلیة.
2.دراسة تركز القوة الاقتصادیة ، وعملیات صنع القرار السیاسي.
3.دراسة أیدیولوجیات الحركات السیاسیة وجماعات المصلحة.
4.دراسة الأحزاب السیاسیة والمنظمات التطوعیة ودراسة مشكلات الأولیجاركیة،والارتباطات السیكولوجیة للسلوك السیاسي.
5. دراسة الحكومة ومشكلات البیروقراطیة.
6. الدراسات المقارنة للنظم السیاسیة.

ثانیا : " غاستون بوتول :
1.تحلیل نشأة النظم، وتحلیل الظاهرات السیاسیة، في علاقتها مع الظاهرات الاجتماعیة الأخرى.
2.تماثل الأجهزة السیاسیة في مختلف أنواع الحضارات .
3.نشأة الرأي العام.
4.العلاقة بین البنُى المادیة والبنُى الفكریة والطبقات والأنظمة.
5. كیفیة تفسیر المجتمعات لحاجاتها واختیاراتها على الصعید السیاسي .
6. أشكال العمل السیاسي .

ثالثا : إهتمامات حدیثة لعلم الاجتماع السیاسي :
بدأت في العقود الأخیرة تظهر اهتمامات واسعة لعلم الاجتماع السیاسي بالعدید من القضایا والمشكلات السیاسیة التي تؤثر في النظام الاجتماعي العام ، لذا فإنه يلاحظ الاهتمام المتزاید بالمسائل الآتیة :
1-التنشئة السیاسیة .
2- الوعي السیاسي .
3- التنمیة السیاسیة.
4- الصفوة أو النخبة
5- الحریات السیاسیة ، والأقلیات ، وجماعات الضغط ، ومختلف الجماعات السیاسیة.
6-السیاسة الدولیة في النظام العالمي الجدید وأثرها على السیاسات الاجتماعیة والاقتصادیة والأمنیة ، المحلیة والقومیة.
7-الرأي العام .

أهداف علم الاجتماع السیاسي :
من الشروط المهمة لأي علم أن تكون له أهداف محددة وواضحة یسعى لتحقیقها، وعلم الاجتماع السیاسي كعلم مستقل، له أهداف یعمل على الوصول إلیها، منها :
أولا :
الوصول إلى مجموعة من القوانین والتصورات العامة والأفكار المجردة التي من شأنها أن تعزز مكانة هذا العلم بین العلوم الاجتماعیة المتخصصة والتي عن طریقها یتم تحلیل وتفسیر الظواهر والقضایا السیاسیة بصورة علمیة محددة وكذلك اختبار صحة النظریات بشكل مستمر ودائم .

ثانیا :
یسعى علم الاجتماع السیاسي لتبني المناهج السوسیولوجیة التي یستخدمها علماء الاجتماع في مختلف تخصصاتهم عند دراسة الظواهر والمشكلات الاجتماعیة وذلك لدراسة الظواهر والنظم والأنساق السیاسیة وتحلیلها تحلیلا سوسیولوجیا كما یسعى جاهدا لاستخدام طرق وأدوات جمع البیانات السوسیولوجیة المتعددة .

ثالثا :
یركز علم الاجتماع السیاسي كغیره من فروع علم الاجتماع على دراسة الظواهر والعملیات والأنساق السیاسیة، وذلك من حیث بناءاتها ووظائفها في إطار المجتمع ونوعیة الترابط أو التداخل الذي یحدث بین هذه الأنساق والى أي حد يمكن أن تقوم بمهامها ووظائفها أوغایاتها المتعددة، ومعرفته الأسباب التي تؤدى إلى الخلل الوظیفي لهذه الأنساق، وما علاقة ذلك بطبیعة البناء النسقي للنظم السیاسیة، واستراتیجیتها وأهدافها بصورة عامة .

رابعا :
یهتم علم الاجتماع السیاسي بدراسة العلاقات المتبادلة بین النظام السیاسي وبقیة النظم الاجتماعیة الأخرى في المجتمع، حیث یرتبط النسق السیاسي بالضرورة بالأنساق الاقتصادیة والدینیة والتربویة والأخلاقیة والقانونیة والعائلیة وغیرها من الأنساق الاجتماعیة ومكو ناتها المختلفة والتي یحدد في ضوئها طبیعة تشكیل أهداف ووظائف وفاعلیة النسق السیاسي بصورة عامة .

خامسا :
یهدف علم الاجتماع السیاسي إلى دراسة طبیعة التغیر المستمر الذي حدث ویحدث على المكونات البنائیة والوظیفیة للمؤسسات والنظم السیاسیة المختلفة، وذلك عبر العصور التاریخیة، مثل دراسة التغیر الذي طرأ على الدولة كسلطة سیاسیة، وتغیر هیكلیة ووظائف الأحزاب السیاسیة، وعملیات التمثیل والسلوك السیاسي للمواطنین، وغیرها من المؤسسات والنظم السیاسیة.

سادسا :
یهتم علم الاجتماع السیاسي بمعالجة التغیرات المستمرة على نوعیة الإیدیولوجیات السیاسیة التي عرفتها المجتمعات البشریة منذ أن تبنت هذه المجتمعات النظم السیاسیة المستقرة، ومن أهم هذه الإیدیولوجیات (الشیوعیة البدائیة، والماركسیة، والرأسمالیة، واللیبرالیة، والفاشیة، والعنصریة) وهدف علم الاجتماع السیاسي هو دراستها وتحلیلها ومعرفة خطوطها و أطرها العامة ، ومدى . تأثیرها على النسق السیاسي في إطار البناء الاجتماعي العام .

سابعا :
یهتم علم الاجتماع السیاسي بدراسة قضایا ومشكلات التنمیة السیاسیة، باعتبارها جزءا هاما من التنمیة الشاملة، من ذلك فإنه یدرس الثقافة السیاسیة، والتنشئة السیاسیة، ومدى مشاركة المواطنین في العملیات السیاسیة، وفى صنع وتنفیذ القرار السیاسي.

ثامنا :
یهدف علم الاجتماع السیاسي للتعرف على مكونات وطبیعة النظم السیاسیة، التي توجد في مرحلة تاریخیة معینة، أو في مراحل وعصور مختلفة، وعلاقة ذلك بالواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي یوجد في المجتمعات البشریة، وذلك من خلال إجراء الدراسات المقارنة بین النظم السیاسیة.

الخصائص العامة لعلم الاجتماع السیاسي :
یمكن إجمال أهم خصائص علم الاجتماع السیاسي في الآتي :
1.یقود لفهم وتفسیر الظواهر السیاسیة في إطار علاقاتها الاجتماعیة.
2.یستند إلى المنطق العلمي في دراسته لتلك الظواهر.
3. یهدف للوصول إلى تنظیم أوجه النشاط السیاسي.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
مجالات ، علم ، الاجتماع ، السیاسي ،









الساعة الآن 10:44 PM